"من يسرق مرة يصبح لصا إلى الأبد" ... وليم لانغلاند
كان يطلق على عزت الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العهد المباد ، عزت ابو الثلج، وهو في هذا المنصب، كان اسمه يتداول بين الناس من خلال النكات التي كانت تدور حول شخصيته الهزيلة ومهنته "بائع ثلج" قبل تعرفه على صدام حسين! ولم تكن المهنة عيبا في يوم من الايام، ولكن ان يقفز ابو الثلج ليصبح نائبا لرئيس اكبر سلطة في العراق وخاصة عندما منح رتبة فريق ركن ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة، فهذا عيبا وخرقا لقوانين الدولة العراقية وقواتها المسلحة منذ تشكيلها، فاطلق عليه الشارع العراقي عشرات بل مئات النكات والتعليقات والنوادر حوله ، ومنها على سبيل المثال : "سأل عزت الدوري زعيمه صدام حسين قائلاً : سيدي أبو عدي ، ليش كل رفاقي أعضاء القيادة أنطيتهم قنادر أم القيطان ، وآني أنطيتني قبقلي بلا قيطان ، ضحك صدام وقال له : لأن أنت لا تحل ولا تربط ".
اما في العراق الجديد، فلم يخلو في اطلاق القاب على سياسيي العهد الطائفي والمذهبي ، حيث اطلق على نوري المالكي، "أبو السبح"، في إشارة إلى مهنة بيع السبح التي كان يمتهنها ابو اسراء في حي السيدة زينب في سورية قبل احتلال العراق عام 2003، ثم على حيدر العبادي "أبو الكبة" في إشارة إلى مهنة بيع الكبة العراقية في لندن يوم أن كان خارج العراق في حقبة النظام العراقي السابق وعلى عادل عبدالمهدي "عدولة ابو العدس" وعلى حنان الفتلاوي "ام الكعكة"!!
اما حديث اليوم على منصات التواصل الاجتماعي، عندما اطلق على وزيرة الهجرة والمهجرين ايفان يعقوب "ام الثلج" ، بسبب إحدى سرقاتها في وزارة الهجرة والمهجرين تقدر بستة مليارات دينار تدعي بأنها اشترت "قوالب" الثلج لتضعه في مبردات الهواء الخاصة بالنازحين! نعم يا سادة يا كرام، هذه ليست طرفة بل هذا ما اثير في الاعلام وعبر المواقع الالكترونية، اي سرقت 6 مليارات دينار ! وحسب قولها في احدى المقابلات التلفزيونية "برنامج لعبة الكراسي الذي عرضته قناة الشرقية" وارتباكها وعدم تبريرها على هذا المبلغ الهائل لشراء الثلج!!
بان سعر قالب الثلج "600" دينار!! و مازال الناشطين يبحثون عن طريقة توزيع هذه القوالب الثلجية ! هل كل عائلة استلمت ربع القالب! ام نصف القالب! ام قالب! وهل كان القالب مجوف ! وهل تم توزيع لكل عائلة ام لكل من بلغ من العمر 18 بالتمام والكمال !! , كما اختلف الناشطين عن دولة المنشأ ام من الانتاج الوطني او ايراني ! ام مستورد من الصين ام من دول اوربية!! وجدير بالذكر بان الخبير القانوني طارق حرب طالب "بأجراء تدقيق عاجل لما تم ذكره والوقوف على المسألة لتوضيح ذلك. وقال لجريدة الزمان ان ما ذكرته الوزيرة يثير الاستغراب بشأن المبلغ الخيالي الذي خصص لشراء قوالب ثلج للنازحين"
ان اغلبية المتابعين لهذه الفضيحة لم يستغربوا، لان ايفان يعقوب جزء من منضومة الفساد في عهد الفساد الذي بدأ منذ 2003 ولغاية الان، وايفان يعقوب استلمت الحقيبة الوزارية عند طريق ولائها وقسمها اليمين امام احد زعماء الكيانات السياسية الاسلامية عندما استصحبها احد ازلام المليشيات المسلحة وزعيم كتلة برلمانية مسيحية ليكون شاهدا على القسم، ثم استلمت الحقيبة واصبحت وزير"ة" بتأييد تحالف الكتل الاسلامية في البرلمان.. واليوم ترشحت ايفان يعقوب لتخوض الانتخابات المبكرة في العاشر من تشرين 2021 ضمن الكوتة المسيحية برئاسة احد الذين ورد اسمهم عام 2019 على لائحة الإرهاب والعقوبات الخاصة بالخزانة الأمريكية وتجميد اصوله المالية بسبب ارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان.
انضوت ايفان يعقوب الى هذا الكيان الذي اثير ومازال يثير الكثير من الجدل حول تأسيسه كتائب مسلحة مسيحية والمقربة من منظمة بدر بزعامة هادي العامري والتي تتمركز في سهل نينوى، وتصريحاته المستفزة الطائفية عندما اعلن فيها الحرب على مسلمي الموصل واخذ الثأر من احفاد يزيد!! فكانت تصريحات رئاسة الكنيسة الكلدانية "بان المسيحيين ليسوا طرفا في الصراع السياسي بين الاحزاب والاتجاهات السياسية في العراق وبعيدا عن الصراعات الاقليمية على الساحة العراقية" كما اكد سيادة البطريرك مار لويس ساكو "أن يتحول بلدنا الى ساحة تصفية حسابات، بدل ان يكون وطناً ذا سيادة، قادراً على حماية أرضه وثروته"، كما وصف ايضا بان هذا التصريح بالكلام غير المسؤول!!
جميعنا نعلم بان هناك فجوة كبيرة بين هذا الكيان وبين البطريركية الكلدانية ورئيسها مار لويس ساكو والتي تعتبر المرشحة و زعيم الكتائب المسيحية من افراد الكنيسة الكلدانية، كما نعلم بان هذه الكتائب متهمة بعدة قضايا في سهل نينوى ومنها اطلاق سراح 6 متهمين بسرقة اثار نينوى في قضاء الحمدانية بقوة السلاح في تموز 2017.
المتابع للساحة الانتخابية في عام 2018 وكيفية فوز اثنان من مرشحي هذا الكيان باصوات من احزاب ومليشيات اسلامية تملك المال والسلاح والسلطة، وليس اعتقادا بل جزما بان السيدة ايفان يعقوب "ام الثلج" ترغب الفوز بمقعد في البرلمان العراقي القادم عن طريق هذا الكيان، ليس من اجل الدفاع عن ابناء جلدتها من المسيحيين بل لكي تضيف صوتا في مجلس النواب العراقي الى اصوات الاحزاب الاسلامية ومليشياتها لترسيخ الفساد الاداري والمالي و التي تسيطر على الساحة السياسية في العراق ،وتبقى قائمتها غريبة ودخيلة ولا تمثل المسيحيين باي شكل من الاشكال.
في الختام نقول بان مبلغ الثلج كما يقول المثل العراقي "فص ثلج وذاب"، كما ذابت المليارات من الدولارات في عهد سياسة الاحزاب السياسية الاسلامية الموالية.....!