الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مشاهد كوميدية ساخرة في البرلمان الجديد!!!

حينما ينهمر عليك عالم الخيبات،تنتقل اما الى الفلسفة او السخرية

"تشارلي تشابلن"

البرلمان الجديد الخامس في العراق ، يفتتح جلساته  بمشاهد مسرحية كوميدية ساخرة  لمخرجين  فاشلين  ، اول هذه المشاهد، حضور اعضاء البرلمان من الصدريين وهم يرتدون  الاكفان،  واتخذوا مقاعد الغير المخصصة لهم، اي سلب حق الاخرين في المكان المخصص للاخرين والذي شاهد هؤلاء يوحي بان هؤلاء داخلون الى معركة حربية  ولبسوا اكفانهم  لكي يكون كل واحد منهم مشروع استشهاد من اجل دولة لا شرقية ولا غربية وهم يهتفون  للسيد مقتدى الصدر وليس للعراق،وهي ظاهرة  فريدة في نوعها وخاصة التهيئ  لمعركة  تنشب بين احد اعضاء التيار الصدري  واحد نواب الاطار التنسيقي  الذي يطالب بحكومة لا تختلف عن الحكومات السابقة منذ 2003 والى الان  وشعارها الفساد والفساد ثم الفساد!!

اما المشهد الثاني الكوميدي الساخر هو دخول البرلماني العراقي الرفحاوي  محمد الزيادي "عن دولة القانون" بثياب ممزقة وعند الاستفسار منه عن سبب ذلك، قال ليمثل المواطن العراقي في البرلمان، وان هذه الدشداشة تعود الى احد الباعة في سوق السماوة  والتي طلب صاحبها من النائب  بان يرتدي هذه الدشداشة التي تمثل  الطبقة الفقيرة  من الشعب العراقي، ولكن السؤال  يقول هل  يستمر السيد النائب  بارتداء  تلك"الدشداشة" الممزقة ام  يستبدلها  بزي عربي فاخر او ببدلة فاخرة"سموكن"  بعد ان يستلم اول الراتب الاسمي وهو اربعة مليون دينار ومخصصات منصب (2) مليون دينار و(3) مليون دينار بدل ايجار  ماعدا مخصصات الحراسة والحماية والنثريات!!  ونحن على يقين بان هذه الدشداشة  لم تكن سوى زي لدوره في هذا المشهد الكوميدي الساخر وفي جلسة افتتاح المجلس فقط !!مع العلم بان السيد النائب يتقاضى رواتب ضخمة من"صندوق الرفحاوين" وهذه الرواتب هي سرقة بقانون الاحزاب الاسلامية  ومليشياتها المنفلتة، اي كما يقول المثل من "هل المال حمل جمال"!!

اما المشهد الثالث، عندما اثار الاطار التنسيقي  حفيضة نواب التيار الصدري عندما استلم المشهداني طلبا من الاطار التنسقي وعلى متنه تواقيع 88 نائبا ككتلة اكبر في البرلمان واختيار رئيس الحكومة من كتلته، فتقدم نواب التيار الصدري معترضين بشكل فوضوي على هذا الاسلوب الغير القانوني،اي  ان هذا الاجراء  خارج صلاحيات الرئيس السن في  جلسة البرلمان، ومما يذكر بان هناك على متن الطلب اسماء مكررة واخرى ليس من حقها الدخول في تحالفات لتشكيل  الكتلة الاكبر، كما يقول احد  شهود العيان بان العدد كان 67 توقيع اي اقل من نواب التيار الصدري!!

اما المشهد الرابع وهو اغماء رئيس السن البرلماني محمود المشهداني  ونقله الى المستشفى، بعد انشقاقه من تحالف عزم بعد تفاهمات مع الاطار التنسيقي  ليترشح لرئاسة البرلمان  وافتعاله مشكلة  لتاجيل  الجلسة لابعاد  محمد الحلبوسي من  رئاسة البرلمان للدورة الثانية ، وافتعال "الدوخة"  لكي تعم الفوضى الجلسة الاولى للمجلس، ولكن استمرت اعمال المجلس  لينتخب محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان باصوات تجاوزت اكثر من 200 صوت منها التيار الصدري والديمقراطي الكردستاني واصوات تحالف السنة مقابل 14 صوت فقط لمحمود المشهداني، وبجدير بالذكر بان محمود المشهداني افتضح امره  ومشهده التمثيلي،  عندما  التقطت له صور  بعد  ثمان دقائق وهو على سرير في مستشفى ابن سينا مبتسما لزواره وحلفائه الجدد من الاطار التنسيقي ومنهم الفرسان الثلاثة ،نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري وهم  يبادلونه بالابتسامة المصطنعة  ونظرة عتاب  لفشله في الدور    الذي انيط به من قبل الاطار التنسيقي    في تعميم الفوضى في الجلسة الاولى!!

مما يذكر بان المشهداني سبق ان تراس البرلمان العراقي بين عامي 2006 و2009 ولكن عندما شعر بان هناك محاولات من اغلبية النواب لاقالته فقدم استقالته، ومعروف عن محمود المشهداني بانه  سليط اللسانو  يتصف بسرعة الغضب والانفعال  وقد يلجا الى استخدام يده عندما يعجز عن لسانه من النيل من خصومه السياسيين ويعتبر من اكثر الشخصيات الفاسدة  ماليا بعد 2003،حيث عين  30 شخصا لحمايته  بدون اي اضبارة تؤكد ذلك،ويتقاضى رواتبهم شهريا!! حتى بعد  استقالته واحالته على التقاعد.

هكذا  بدات  الجلسة الاولى  لمجلس النواب العراقي، بمشاهد كوميدية ساخرة  وافتعال الشغب والفوضى والمشاكل الجانبية ، ولهذا وصلت الرسالة الاولى من المجلس الجديد  الى العراقيين  الذين انتخبوا  هؤلاء لتمثيلهم في هيئة تشريعية نزيهة  التي كانوا  ينتظرون  الحصول على حقوقهم  التي سرقها النواب خلال الدورات السابقة  وكبار المسؤوليين من المليشيات الاسلامية الطائفية والمذهبية، ولكن بداية هذا المجلس تكشف  نوايا هؤلاء والذين جاءوا  بشعارات رنانة وطنانة  لخدمة الشعب ولكن ليس هؤلاء سوى  نسخة معدلة  من فساد المجالس السابقة ومازالت ملفات الفساد تحاصر كبار السياسيين  العراقيين ، الذي اوصلت العراق من اعلى الدول في معدلات الفساد المالي والاداري  ولهذا اعتبر العراق مع عدة دول مثل أفغانستان و الصومال و اليمن و السودان و ليبيا من أكثر الدول في معدلات الفساد حسب إحصاء باروميتر للفساد بسبب الفساد الهائل في العراق.

اما المشهد  الخامس، فسوف يقدم  بعد قرار المحكمة الاتحادية، فأما ان  يكون كوميديا ساخرا ايضا، او تراجيديا ابطاله السلاح والدم....!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-01-2022     عدد القراء :  2010       عدد التعليقات : 0