على ما يظهر أن النظام الإيراني لا يستطيع ان يعيش بسلام وطمأنينة فداخلياً هو في حرب مستمرة يخوضها ضد شعبه جعلت البلاد تقف على هاوية الإفلاس والضنك وتضخم العملة وارتفاع الأسعار واتساع رقعة الفقر والإملاق مما جعله لا يعير أهمية إلى البناء والتقدم من أجل سعادة الشعب الإيراني وحل مشاكله من الفقر والبطالة وإيجاد فرص جديدة للعمل وإيجاد طرق عملية للتخلص من الازمات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الخدمات والاهتمام بقضايا الحريات والديمقراطية، أما في العلاقات الخارجية فبدلاً من ترسيخ علاقات حسن جوار مع محيطه الإقليمي وبالذات مع دول الجوار وتعزيز الثقة بالتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والابتعاد عن خلق أزمات مع المجتمع الدولي وعدم اللجوء إلى سباق التسلح وتصنيع آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ المختلفة بهدف تصديرها لبعض الحركات والدول مما يخلق توتراً حاداً على صعيد دول المنطقة وبالتالي السعي من خلال برنامجه النووي الوصول لصناعة القنبلة النووية وتهديد الدول وبخاصة اعتماده على سياسة غير سليمة لتمرير الأهداف العدوانية التي تهدف الى قيام نزاعات مسلحة تحت طائلة الدين والطائفية البغيضة ، ولم تكن هذه السياسة وليدة اليوم فحسب إنما هي منذ البداية ومنذ مشروعه السياسي الطائفي " تصدير الثورة " عبارة عن مشروع يسمح له بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وفي مقدمتها العراق ثم سوريا ولبنان وبالتالي اليمن عبر ميليشيات الحوثي مما خلق وضعاً خطراً في المنطقة ومجالاً للتدخل الاستعماري في شؤونها بشكل صريح وبحجة الخطر الإيراني، إن انتفاضة الشعب الإيراني الحالية عبارة عن عملية تراكمية وصلت الى حد الانفجار ولا يمكن حتى وان تراجعت او فشلت ان لا يبقى تأثيرها في المستقبل وأن تكون خازناً لتجربة نضالية ستنفجر في وقت لاحق وسيكون انفجارا اقوى واكثر تنظيماً ولن تتمكن أية قوة من محقها او فشلها ونجاحهاً سيكون مدوياً وصادما لحكام طهران ومن يسير معهم في المضمار نفسه، الانتفاضة في ايران بدون ادعاءات او افتراءات هي انتفاضة شعبية تفجرت بسبب السياسة الإرهابية وإلغاء الآخر وهي غير مرتبطة بقوى خارجية مثلما يوزع النظام اتهاماته على البعض من الدول ثم الاعتداءات المكررة على إقليم كردستان في العراق، وهي انتفاضة قامت بها الجماهير الإيرانية بمختلف القوميات والمكونات تقريباً دون استثناء وبدعة إنها من صنع القوى الخارجية عبارة عن خداع لطمس الحقائق ورش الملح في العيون الهدف منه تحويل موضوعة الحقوق والمطالب الشعبية الى شيء فارغ ليس له قاعدة ومسببات أساسية، ومحاولة غير ذكية الى جعله وكأنه خدعة مصنوعة ومخطط لها خارجياً يراد نقل الصراع الداخلي الى صراع خارجي والتهديد بالحرب الاهلية أو إعلان الحرب لفرض الحالة الاستثنائية وإعلان حالة الطوارئ للتوغل اكثر في السياسة الإرهابية والقمعية بالضد من الجماهير المنتفضة، وهدف معروف للخروج من الازمة السياسية والاقتًصادية والاجتماعية الخانقة، وباعتقاد النظام الإيراني افضل طريق لتصريف هذه العملة البائسة كبداية في الاعتداءات على العراق وبالذات منطقة إقليم كردستان ومن منطلق:
1 ـــ كردستان العراق تتمتع بوضع اقتصادي واجتماعي آمن ملحوظ وهي تقريباً ليس خاضعة للمخططات الإيرانية.
2 ـــ كذبة وجود قوى معارضة كردية عند الحدود العراقية الإيرانية تغذي الانتفاضة الشعبية.
3ــــ ضعف الحكومة الاتحادية بعدم الدفاع عن البلاد والصراع ما بين القوى المتنفذة التابعة لإيران وبين القوى التي تجهد لقضية الاستقلال والحياد وقد أكده حسين النجار القيادي في الحزب الشيوعي ان "واجب الحكومة العراقية، الوقوف بحزم إزاء تلك الاعتداءات الصارخة، عبر اللجوء إلى السياقات الدبلوماسية الفعالة، بالاستناد الى القانون الدولي".
4 ـــ الارتباطات المشبوهة للبعض من الأحزاب والقوى التابعة لإيران وبخاصة الميليشيات الطائفية المسلحة التي تعلن انحيازها بدون أي تحفظ للمشروع الإيراني.
5 ــ الحصار الاقتصادي والأزمة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تجتاح إيران والمصاعب الجمة التي تقع على عاتق الجماهير الكادحة الإيرانية.
6 ـــ ضعف الجيش العراقي الذي لا يستطيع لجم العدوان الإيراني او التركي على أراضي البلاد.
أن الاعتداءات الإيرانية على مناطق في الاقليم عبارة عن جريمة ترتكب بحق العراق وقد أدى القصف وتكراره الى المزيد من الخسائر المادية والعديد من الجرحى والقتلى الأبرياء، وهو انتهاك صارخ على سيادة البلاد وتهديداً مباشراً للأراضي العراقية وقد ادينت هذه الاعتداءات من قبل الشعب العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية والمجتمع الدولي إلا أن موقف الحكومة العراقية السلبي والاكتفاء ببعض التصريحات شجع الحكام الإيرانيين على اطلاق التهديد وعدم التوقف وهي إشارة الى الروح العدوانية ضد العراق ناسين المنافع الاقتصادية التي تدر على النظام الإيراني مليارات الدولارات والتي تساهم في رفد النظام بالأموال على الرغم من الحصار الاقتصادي على الشعب الإيراني حتي يحيى آل إسحاق رئيس غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة حيث أشار "هناك إمكانية لإيصال حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق الى 20 مليار دولار في السنة خلال السنوات القادمة" وتابع يحيى آل إسحاق القول " ان العراق يتجه نحو التحول الى اكبر سوق للنشطاء الاقتصاديين في المنطقة في غضون 10 سنوات وان اقتصاده ليس ضعيفاً" وهل يجازي النظام الإيراني خيراً للعراق والشعب العراقي ليس بالتعاون والاحترام بل بمزيد من الاعتداءات المسلحة ومزيداً من التدخل في شؤونه الداخلية مثلما تفعل تقريباً الجارة تركيا واردوغان !! في قصفهم وتدخلهم واعتداءاتهم المتواصلة على الإقليم في العراق.
لا يمكن تبرير ما تقوم به إيران من تجاوزات على العراق ومنطقة كردستان وهو ما تفعله البعض من القوى المتنفذة والميليشيات الطائفية المسلحة والبعض من المسؤولين السياسيين، ولا يمكن السكوت عن التهديدات الصريحة التي تتنافى مع ابسط علاقات الجوار والعلاقات التاريخية وعلى الحكومة ان لا تكتفي بتصريحات وزارة الخارجية العراقية " أنها تدين "بعباراتٍ شديدةٍ ومُكَرَّرة، ما أقدَمَ عليه الجانب الإيرانيّ صباح اليوم، من قصفٍ مدفعيٍّ وبالطائرات المُسيَّرة، على عددٍ من مناطق إقليمِ كُردستانِ العراق، والتي أوقعت العديد من المواطنينَ الآمنين بين شهيدٍ وجريح" (بيان تابعته ايلاف) ولا تكتفي اقوال المسؤولين للجهات الإعلامية فهي تصريحات لا تغني من جوع او عطش، وقول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال لقائه مع الصحافيين في بغداد ان حكومته " يجب أن "تتخذ كل الإجراءات وفقاً للسياقات القانونية الدولية" كما أعلن رفضه " أي عدوان من أي دولة سواء كانت إيران أو تركيا" وهو رفض عمومي يضيع عدوانية النظام الإيراني ويحاول توازنها مع اعتداءات النظام التركي والحقيقة هي لا تقل اجراماً وعدوانية واستهتاراً بالحكومة ودولة العراق، ونحن نعتقد أنه من الأفضل لرئيس الوزراء ان يكون اكثر صراحة بإدانة اعتداءات النظام الإيراني وتهديداته المستمرة في الوقت الحاضر، أما اعتداءات النظام التركي فلها باب آخر وشكوى أخرى منفصلة وعدم دمج الأهداف الإيرانية التي تريد ترحيل صراعها الداخلي الى العراق باتهام الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وهذا ما يحب فهمه وتحليل أهدافه بالارتباط مع الايدلوجية الإيرانية فيما يخص مصالحها الضيقة، للعلم إن التهديد الإيراني على لسان ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يرينا والعالم مدى الاستهتار والعدوانية فهو يهدد " إن الاعتداءات المسلحة الصاروخية والمسيرات الجوية والقصف المدفعي لمناطق شمال العراق ستستهدف "المناطق المزدحمة بالسكان" وأضاف وهو تعنت عدواني يكشف السياسة العدوانية وتوجهات النظام الإيراني تجاه المواطنين الكرد العراقيين في مناطقهم المزدحمة البعيدين عن الانتفاضة الإيرانية، أما حرسهم الثوري!! فهو يؤكد تواصل الهجوم والاعتداءات حتى ينصاع العراق لتنفيذ تعهدات إيران " أننا سنواصل هجماتنا حتى تنفيذ الحكومة المركزية في العراق وحكومة الإقليم تعهداتها وتلبية مطالب الجمهورية الإسلامية" فهل توجد عدوانية أكثر من هذه التهديدات وهل هذه هي اخلاق دولة مجاورة تريد السلام مع جيرانها؟ وهل ندين الجماهير العراقية عندما ترى ان النظام الإيراني عدواً للعراق؟
لهذا نرى إدانة بعثة الأمم المتحدة يونامي ادانة واضحة وصريحة كشفت مدى جدية الأمم المتحدة في إدانة النظام الإيراني "ندين تجدد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيَّرة على إقليم كردستان والتي تنتهك السيادة العراقية" وهو أفضل بكثير من إدانات الحكومة العراقية او أدانه حكومة الإقليم او البعض من الإدانات الخجلة.
المطلوب الوقوف ضد هذه الاعتداءات الظالمة بشكل واضح عبر جميع الوسائل المتاحة وفي مقدمتها التوجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ثم إذا استمرت هذه العدوانية فعلى الحكومة العراقية اتخاذ تدابير حماية المواطنين ومراجعة الاتفاقيات وبخاصة الاقتصادية واتخاذ موقف حازم وبدون تردد وإلا سوف يبقى النظام الإيراني يهدد وينفذ والمواطنون العراقيون يراقبون ويشاهدون والقهر يعصر قلوبهم والموت يطرق ابوابهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** إسماعيل قآآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يأتي الى بغداد متى شاء، ومتى يريد ويشتهي!! في زيارته الأخيرة يوم الاثنين 14 / 11 / 2022 غير المعلنة هدد فيها " إنه إذا لم تلب بغداد المطالب الإيرانية فإن "إيران ستشن حملة عسكرية بالقوات البرية، وتواصل قصف قواعد المعارضة".