الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خليج اسلامي !!!!؟؟ .. لا عربي ولا فارسي

ان الحياة كلمة وموقف , الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخ يكتبه من عشق الوطن.

"تشي جيفارا"

لا يشك اثنان بان غالب الشبندر، مفكر و شخصية دينية شيعية ، وعضو سابق في حزب الدعوة، وكثير الحضور في القنوات الفضائية  بصفة محلل للاوضاع السياسية العراقية  واحداثها، وفي احدى القنوات الفضائية، كان ضيفا على برنامج حول الضجة الي اثارها احد البرلمانيين الايرانيين والصحف الايرانية  والمتحدث  باسم الخارجية  الايرانية "ناصر كنعاني" ثم   استدعاء السفير العراقي في طهران احتجاجاً على تسمية الخليج بالعربي على كاس "خليجي 25"،وبجدير بالذكر بان السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري العراقي ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كانا قد اطلقا تسمية "الخليج العربي" عليه.

كانت  ومازالت معظم القنوات الفضائية  تستضيف عدد من المحلليين السياسيين في اراء مختلفة حول هذه التسمية  التي اختلف عليها  العرب  وايران ومنهم الاغلبية التي تؤيد هذه التسمية"الخليج العربي" والبعض ومنهم الزبابيك وفي مقدمتهم حيدر البرزنجي الذي يؤيد بان التسمية الاصح هي الخليج الفارسي، وكل واحد من هؤلاء يذكر الشواهد التاريخية للتسمية.

لا نريد هنا ان ندخل في تفاصيل التسمية ولكن اقتراح غالب الشبندر بتسمية الخليج بالخليج الاسلامي ربما اثار الدهشة والاستغراب عند البعض، ولكن الكثير من القراء يعلمون  بان هذه التسمية اقترحها الرئيس الليبي السابق  معمر القذافي  قبل سنوات ويعتقد غالب الشبندر  باقتراحه هذا قد ساهم في اخماد الضجيج  في الاختلاف حول التسمية ، والظاهر ان غالب الشبندر  يغتقد بان  التاريخ لاي دولة  يبدا منذ دخول الاسلام اليها  و لا يعترف بتاريخ الحضارات التي سبقت الاسلام وقبله واي تاريخ قبل ذلك يعتبر التاريخ الجاهلي ويجب عدم الاعتراف فيه!! وربما يقترح باطلاق اسم الشط الاسلامي على شط العرب!! او بلاد الرافدين الاسلامية ونرغب هنا بان نقول لغالب الشبندر، ان يقرأ التاريخ قبل الاسلام وبعده وليس بعد الاسلام فقط ووفقا لما يؤمن به غالب الشبندرورفاقه من الاسلاميين، ولهذا نقول  ووفقا للتاريخ بان البصرة  تقع ضمن مديات دولة سومر وهناك من يقول بان البصرة هي احدى المواقع المحتملة وفقا للاساطير السومرية بانها جنة عدن  كما ان الاثار المكتشفة توضح بان البصرة تعتبر  وريثة الحضارات ومنها السومرية والبابلية والاشورية، وعلى غالب الشبندر ان يشد الرحال ويزور متحف البصرة والذي يحتوي على تاريخ المدينة والخليج.

ونذكر غالب الشبندر بان ارض الخليج كانت تابعة لحكم العراق"858 – 824" قبل الميلاد في نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية  في عهد شلمصر الثالث، فلماذا لا يقترح ان يطلق اسم الخليج السومري  بدلا من الاسم الذي يتبارى كل من العراقيين والايرانيين على تسميته وفق وجهة نظرهم بدون العودة الى التاريخ.

ان الضجة التي افتعلتها ايران   في هذا الوقت ليس الا محاربة كل  حدث  يجعل العراق بعيدا عن  ايران  ولا  يخرج عن طاعة  الملالي  في طهران او  المعممين الفاسدين   في  العراق من  قادة الاحزاب الاسلامية ومليشياتها  التي تحكم العراق  منذ 2003 ولغاية الان  وجعل العراق ولاية ايرانية!! ان غالب الشابندر لا يختلف عن غيره من الذين يحاولون ان يحرفوا التاريخ وفق اهوائهم ومزاجهم ووفق ما يراه مناسبا لمعتقدهم او مذاهبهم،  بعيدا عن ضمائرهم والظاهر ان غالب الشبندر يؤمن بمقولة المفكر الالماني "والتر بنيامين" الذي قال : "التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون" ولهذا يعتقد ما دام العراق يسكنه الاغلبية الاسلامية فيجب ان  يكتب التاريخ  وفق الاغلبية !!

نذكر غالب الشبندر، عند دخول الجيش الاسلامي  الى العراق، كان امامه  اكثر من سبعة ملايين عراقي اغلبهم من المسيحيين وكانت لغتهم هي اللغة السريانية وهذه اللغة، كانت لغة الثفافة الاولى، وهذه اللغة  برزت في مدرستي الكوفة والبصرة، سؤالنا اليوم الى غالب الشبندر، هل يريد ان يلغي التاريخ ويكتب تاريخا جديدا للعراق كما فعل رئيس النظام السابق صدام حسين  عندما شكل عدة لجان لكتابة التاريخ  وفق ما يخلد اسمه في التاريخ، وعندما شاهد صدام حسين في  بابل قطعة من الطوب"طابوك" عليها ختم نبورخذنصر وعبارة انها بنيت لتمجيد  الاله مردوخ ، قرر ان ينحت اسمه على طابوق جدران اثار بابل التاريخية وتغير معالمها، مما جعل منظمة اليونسكو ان تحذف اسم بابل من قائمة التراث العالمي.

في الختام نهمس باذن غالب الشبندر، ونقول له اقرأ التاريخ جيدا وابحث عن تسمية الخليج جيدا، حيث  يقول التاريخ ، بان السومريين اطلقوا عليه اسم"بحر الاله"  اما الاكديين فاطلقوا عليه اسم"البحر الشرقي"  ثم  بحر الكلدانيين وبعدها الاشوريين اطلقوا عليه اسم"البحر الجنوبي"  والعرب اطلقوا عليه "خليج البصرة"  ولكن لم يرد اسم الخليج الاسلامي الا منك او من القذافي، ولهذا لا احد يستطيع ان يروج لافكار بعيدة عن التاريخ.

  كتب بتأريخ :  الخميس 19-01-2023     عدد القراء :  1008       عدد التعليقات : 0