"المواقف كالعواصف تهّب ، فيتساقط على إثرها أوراق وأقنعة وضمائر"
ايام الشباب في اواسط الستينات من القرن الماضي كنا مجموعة من الاصدقاء وكان اغلبنا من موظفي الدولة بين وزارة الصناعة والتجارة والزراعة والقطاع الخاص ، نلتقي كل خميس في احد مطاعم شارع ابي نؤاس الذي كان احد هؤلاء الاصدقاء يملك حصة 30 بالمئة من راس مال المطعم، فكان لنا خصم 10 بالمئة من فاتورة الحساب عندما كانت قنينة البيرة"عندما كانت حلال" مع عدة اطباق من المقبلات الحلال ايضا بربع دينار"250 فلس" وكان الحضور بين 10 و12 تجمعنا طاولة واحدة يتخللها احاديث الشباب والاحلام والنكات و"القفشات" والتي تغير اسمها في عصر العولمة ومنصات التواصل الاجتماعي ،اطلق عليها "التحشيش" ، ومن طقوسنا في اول خميس من كل شهر، نقصد احدى المنتديات الليلة او كما تسمى في العراق"الملاهي" وكان روادها في تلك السنوات الكثير من العائلات والشخصيات قبل ان تصبح اماكن سيئة الصيت بعد انقلاب 17 تموز 1968 الاسود، حيث كانت هذه المنتديات تقدم استعراضات لفرق اجنبية منها اليونانية والايطالية و التايلندية تستغرق في عروضها الى ما بعد منتصف الليل ثم يختم البرنامج باحدى الراقصات المصريات، وفي احدى الليالي وبعد منتصف الليل غلب النعاس اغلبية الحاضرين ومنهم اغلبية الاصدقاء التي كانت تجمعنا طاولة واحدة ، فظهرت راقصة مصرية لتختم سهرة تلك الليلة وهي تحمل سلة من الخوص مع غطاء لهذه السلة، فوضعت السلة على الارض وعلى صوت الموسيقى اخذت ترقص و تتمايل بحركات متنوعة و بعد دقيقتين او ثلاثة اخذ غطاء السلة يتحرك الى ان سقط فظهرت افعى الكوبرا وهي تتمايل على صوت الموسيقى شمالا وجنوبا كما كانت تتمائل الراقصة، وانتهت الراقصة من اداء وصلتها مع الافعى وانحنت لتشاهد صدى رقصتها عند الحضور، فلم يصفق لها الا احدهم، فقالت باللهجة المصرية"واحد صحي" اي احدهم استيقظ لان اغلبية الموجودين كانوا يشعرون بالنعاس.
ربما يسال احد القراء الاعزاء ما علاقة الراقصة والافعى بالمجاهد والمؤمن والمقاوم ريان وبعض الكوتاب !! وتمهل يا اصدقائي الكرام، عندما ظهر ريان في عام 2014 على الساحة السياسية، كانت اوراقه مكشوفة، وارتبطاته مشبوهة واستطاع ان يقنع بعض السذج والمغفلين للترشيح لمجلس النواب تحت اسم قائمته، فبدانا نكتب عن هذا المقاوم وفضح اهدافه في سهل نينوى، و اخذت الاحزاب الاسلامية وكيانتها المسلحة تلمع من هذا المقاوم وبعض " الكوتاب" ايضا!! ثم تاسيس فصيل للحشد الشعبي "50" تحت رعايته بحجة الدفاع عن حقوق المسيحيين والدفاع عن بلداتهم في سهل نينوى، ولكن الهدف من ذلك هو الاستلاء على عقارات المسيحيين في هذا السهل والتغير الديمغرافي من اجل اجندة لتحقيق الهدف المنشود في تاسيس الهلال الشيعي" ايران – العراق – سورية – لبنان" وبدعم من الاحزاب الاسلامية المسلحة وبعض الفصائل التالبعة للحشد الشعبي التي تتواجد مقراتها في بلدات سهل نينوى ومنها المحيطة بقرقوش وبرطلة وكرمليس من الشبك!! والتي رفضها ابناء سهل نينوى من المسيحيين جملة وتفصيلا وهذا ما اكدته" ايفان جابرو" قبل ان تتحول الى مقاومة ومجاهدة وان تجلس في احضان بابليون واحزاب الاطار التنسيقي!!
وبدات المحطات الفضائية الموالية لايران الاهتمام بهذا المسخ وفصيله بحجة الدفاع عن مسيحيو سهل نينوى ولكن الهدف كان الاستيلاء على عقارات المسيحيين واملاكهم في هذا السهل الفسيح ، وبالفعل تم التجاوز على المسيحيين في مناطق بلدات الحمدانية وقرة قوش وتعرضهم لمشاكل وضغوطات وانتهاكات وسرقة املاكهم واستمر قلمنا والاقلام الحرة بفضح هذا المقاوم ووزيرته الفاسدة وفضح الاساليب التي استخدمت في سرقة اصوات المسيحيين في الانتخابات النيابية ، وكان عتابنا على الذين يطلقون على انفسهم بالاعلاميين او الكتاب من الكلدان الذين يكتبون في كل شيئ في التاريخ والجغرافية والمنطق وحرية الرائ والرائ الاخر وينظمون المحاضرات وامسيات يطلق عليها بالثقافية ولكن لم يتجرأ احد منهم ان يكتب كلمة عن هذا المقاوم، وفجاة"واحد صحي" مثل الذي صحى من زبائن الملهى الليلي ليصفق للراقصة !!
بعد ان صحى احد"الكوتاب" ، وتبعه "البعض" الذي لا يتجاوز عددهم عدد الاصابع اليد الواحدة، وانهالت مقالتهم وتعليقاتهم على المجاهد والمقاوم ريان الكلداني ونعته بأبشع النعوت ووصفه باوصاف شتى ، و سؤالنا، اين كنتم خلال هذه السنوات الماضية،عندما اعلنت البطريركية الكلدانية موقفها بعدم وجود اي علاقة بكتائب بابليون ولا بقائدها ريان الكلداني، اين كانت اقلام هؤلاء"الكوتاب" طيلة هذه السنوات اي منذ 2014 الى الان!!
بالرغم من موقفنا في حينها من بعض تصريحات سيادة الكاردينال لويس ساكو ومنها الاغلبية والاقلية في مسيحيو العراق وموقفه من تركيا الحالية من مذابح سيفو و الدعوة لعودة المغتربين الى الوطن ولكن لزاما علينا جميعا كعراقيين اصلاء لهذا البلد ان نشجب بشدة ما يتفوه به ريان الكلداني واسياده في الاطار التنسيقي الذين خرسوا عن مواقفه واسلوبه السوقي ضد الكاردينال، لان صمت قادة الاطار التنسيقي لهذه التصرفات المشينة يفضح ما يخطط له ريان لانه جزءا من هذا الاطار، ليس ضد المسيحيين فقط بل ضد العراقيين، لان المسيحيين جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي.
في ختام مقالنا هذا نتمنى ان"يصحى" بقية الكتاب، لفضح هذا الارهابي الذي مازال يعمل مع اسياده لتغير تاريخ وطقوس حياتهم وتراثهم وخصوصيتهم في بلدات سهل نينوى، وعليهم تنظيم مظاهرات في مدن الاغتراب ، لفضح مخططات ريان الكلداني واهدافه في هذا السهل ضد المسيحيين.