الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بعض\"الكتاب\" والتهكم والاستخفاف في الردود!!

"ليس من العجيب ان يختلف الناس في ميولهم واذواقهم ولكن بالاحرى العجب ان يتخاصموا من اجل هذا الاختلاف"

علي الوردي

عندما ينشر اي كاتب مقالة عن موضوع ما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يعبر عن وجهة نظره في ذلك الموضوع،سواء كان سياسيا  او ثقافيا او اجتماعيا او تاريخيا، فهناك من الكتاب  من يتفق مع اراء الكاتب جملة وتفصيلا ويثني على كاتب المقال  بتعقيب على موضوعه  ومنهم من يتفق مع  بعض اراء الكاتب   ويختلف في البعض الاخر،ويكتب بملاحظات حول رأيه  في المقال ، وهناك من يختلف مع اراء الكاتب في مقاله و يدلو بدوله   مع اضافة  ملاحظاته بوجه نظر مختلفة  عن كاتب المقال باسلوب وسلوك مهني  ثقافي  وحضاري انطلاقا بالمقولة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية" بعيدا عن الشخصنة، ولكن هناك من يختلف مع اراء الكاتب في مقاله فيصب نار غضبه على الكاتب وينعته بابشع النعوت، والبعض يحول الانتباه الى امور اخرى ليست لها علاقة لا من قريب او بعيد من موضوع المقالة..!!

نعلم جميعا، كما ان الطبيعة البشرية تستند على الاختلاف والتنوع   والعادات والقناعات المختلفة وحتى الرغبات  ، ولا يوجد في الكون انسانا  تطابق بصمته  بصمة اي انسان اخر  كذلك  في الثقافة، تكون  الاراء  مختلفة في الرأي والفكر، ولهذا يستجوب قبول الرأي المختلف، فيكون الاختلاف امر طبيعي  ولكن ان لا يتحول هذا الاختلاف الى خلاف او فرض الاراء على الاخرين او تسقيط "للرأي المخالف" وبعيدا عن ثقافة"الأنا" والغرور والكبرياء والابتعاد عن فرض الرأي ومحاولة الهيمنة على الساحة  ورفع شعار (إن لم تكن معي فأنت ضدي) فهذا الشعار مرفوض أخلاقيا وإنسانيا.

لكن مع الاسف الشديد هناك عدد من "الكتاب"  يعقب على الموضوع او على كاتب المقال  بتهكم واستهزاء  او البهتان واثارة روح المسخرة او تهتك لفظي لا تليق باداب الثقافة  وفنونها، ويتعرض كاتب المقال من بعض هؤلاء الكتاب الى الهجوم والاقصاء، وتنهال عليه وابل من الاتهامات، ويصل  بهم الامر باطلاق اوصاف سيئة!

كما هناك بعض اخر من  الكتاب، في تعقيباتهم او ردودهم  على المقالات  يمتهنون التسقيط والتشهير  وعدم مراعاة الحوار الحضاري والمتمدن وهؤلاء"البعض" عندما احدهم لا يملك مقومات  الحجة فيلجأ الى التهكم والتسقيط  وهناك من يؤيد هذا التسقيط او التهكم او الاستهزاء ليس  سوى هناك علاقات شخصية   تربط بينهما!  وبهذا ينسف  ثقافة احترام رائ الاخرين واقناع الاخرين  ولو كان هذا ينسب شيئا  كذبا وافتراء!!

يقول المثل"الناس فيما يعشقون مذاهب"  اي لكل انسان وجهة نظر من الواجب احترامها  حتى لو كانت وجهة نظر  لخصم، فهناك من يقول "كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب"  وباعتقادي بان اختلاف وجهات النظر  تثري ثقافة جديدة وتضيف  خزينا لافكارنا ونتعلم ما نجهله.

العجيب والغريب، بان بعض هؤلاء"الكتاب" يمقت ادب التحاور وإبداء الرأي بسبب جريان دماء العصبية اوالتطرف  لقومية ما او لمذهب ما  او لعقيدة ما، ويعتقد بانه يرتدي لباسا حضاريا!!! وهنا لا نعني الانسلاخ عن التراث والتاريخ الحقيقي وليس المزيف والذي يدونه بعض انصاف الاميين من مصادر"مشبوهة"! ولكن لابد من الاختلاف في الافكار والعادات والتقاليد، لان الوعي والثقافة  والتجارب في الحياة لابد ان تكون مختلفة وهذا الاختلاف لابد ان يكون في الافكار  واراء  ووجهات النظر.

في نهاية مقالي هذا، اود  ان اقول بان من حق اي كاتب ان يدلو بدوله وان يكتب  تعقيبا  او ردا على ما جاء بمقال ما وفق نظرته، ولكن بدون التهكم والاستخفاف والاستهزاء في حالة  الرأي المخالف مع كاتب المقال، حتى ولو كان صاحب الرد من الاكثرية او من مذهب اخر او من قومية اخرى ، لان ذلك لا يعطيه اي ميزة  اضافية في التعقيب المثير للجدل ،لان الجميع هم ابناء الوطن، وجميع هؤلاء جذورهم ضاربة في اعماق الارض ولا احد تميزه عن الاخر بهويته الطائفية او المذهبية  او القومية او الاكثرية او الاقلية، بل الميزة الوحيدة هو ان يكون انسانا ويحترم اراء الاخرين وليس مستندا على"خلفية ما"  والتقليل من شان الاخرين   بغض النظر على كل الاعتبارات، والكف عن المهاترات  وتبادل الكلمات والجمل اللاذعة وقبل أن يكون مثقفاً عليه ان يكون  محترماً، فالأحترام نصف الثقافة والسخرية والتهكم والقدح والتصغير ليست سوى سلاح الاعزل المغلوب على امره، ولهذا نرى هؤلاء البعض، يهرولون نحو الشهرة  او لفت الانتباه بكافة الاساليب،  فاحذروا من هؤلاء وقيل"علاج الجاهل التجاهل" وهذا التجاهل يعيد كل انسان الى حجمه الطبيعي.

  كتب بتأريخ :  السبت 24-06-2023     عدد القراء :  1068       عدد التعليقات : 0