"المنافقون يأكلون مع كل ذئب ويبكون مع كل راعى"
مازالت "ازمة" صدور المرسوم الجمهوري الذي اصدره"فخامة" الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد بسحب المرسوم الجمهوري الذي اصدره الرئيس الاسبق جلال طالباني عن البطريرك لويس ساكو تتفاعل خاصة بعد صدور عدة بيانات من البطريرك ساكو عبر موقع الكنيسة الكلدانية ونحن نعلم عند صدور هذا المرسوم، اثار الكثير من الشجب والاستنكار و انشغلت منصات التواصل الاجتماعي بهذا المرسوم ومنها الفضائيات التلفزيونية العراقية والعالمية، في لقاءات مع البطريرك ساكو او مع بعض الساسة ورجال الدين ورجال المجتمع المدني كما صدرت بيانات استنكار من بعض الدول ، ومازالت تتوالى اللقاءات ومازال البطريرك يصدر بيانات حول"الازمة" !! كما نظمت مظاهرات وتصريحات ووقفات احتجاج على هذا المرسوم ومن خلال هذه الازمة، ظهرت اكثرية مستنكرة ما قام به رئيس الجمهورية عبد الطيف رشيد، ومنها تجمعات باسماء مختلفة، وجميع المتابعين ليسوا مختلفين عن الذي اوعز الى عبداللطيف رشيد لاصدار هذا المرسوم ، وهذا لا يحتاج الى عليم او حكيم او خبير او محلل سياسي، لان "فخامة" الرئيس في العراق، ليس دستوريا و لا يملك سلطات بل شخص يختاره قادة الاحزاب السياسية وفق المحاصصة ويستلم منصبه جالسا على مقعد وثير في قصر السلام ويخصص له طائرة خاصة لزيارة مدينته السليمانية بين فترة واخرى او حضور موتمر يلقي فيه كلمة لا تقدم شيئا للعراق وكلفة طائرته في جولاته تكلف الدولة اكثر من مليون دولار، مع العلم بان فخامته لا يفقه شيئا عن البروتكول الدبلوماسي ، مثل ما حدث عن خروجه من"الكاربت الاحمر" عند استلامه منصب رئيس الجمهورية خلفا لبرهم صالح ، كما يفقد توازنه عند النزول من الطائرة (عندما سقط اثناء محاولته النزول من طائرته في مطار بغداد الدولي قادما من مدينة السليمانية وتعرضه لجرح في فمه وكسور في أسنانه وإحدى يديه) مع العلم بان الكلمة التي يلقيها في اي مؤتمر دولي لا احد من الحاضرين يتلفت اليها لان في اثنائها ينشغل الحاضرين بالتهام سندويشاتهم بانتظار الكلمة لرئيس اخر بعده يعلم كيف يجلب انتباه الاخرين وهو يدافع عن بلده وشعبه !!
الجميع يعلم بان فخامته يتلقى التعليمات من قادة الاحزاب التي تشكل الحكومة و يصدر المراسيم وفق ما يملئ عليه قادة تلك الاحزاب ووفق ما تراه لمصلحتها، و لهذا اصدر فخامته مرسومه وفق ما اوملئ عليه من قبل الاطار التنسيقي وبطلب من حركة "بابليون" التي تعتبر المنفذ الوحيد لسياسة الاطار في تهميش دور المسيحيين في الساحة السياسية والاجتماعية او التاريخية ، وهذا الرائ لا يختلف عليه اثنان وكما قلنا ان الاغلبية شجبت صدور هذا المرسوم ولكن الاقلية من اشارت باصبعها الى من اوعز "فخامة" الرئيس،لاصدار هذا المرسوم، ونقولها بصراحة، ان الاغلبية التي شجبت هذا المرسوم، ومنهم بعض"الوجهاء" او" رجال الدين" من الكلدان، لم تشير الى من اوعز فخامته لاصدار هذا المرسوم، ولم يعلنوا موقفهم بشكل واضح او صريح وهمهم عدم"المساس" بشيخ الفلتة" ! لان هؤلاء يملكون عدة اقنعة تتغير بتغير"الكفة" وبعض هؤلاء يلتقي "سرا" مع الذي اوعز "فخامة" الرئيس باصدار المرسوم ويلتقط صورا تذكارية معه او مع اسياده ويحتفظ بها منتظرا الوقت الذي ينشرها علنا ويفتخر بها!! ونسى" شيخ الفلتة" بان الذي جاء به ودعمه او موله سوف يقضي عليه بعد ان ينفذ ما طلب منه تنفيذه ، لان التاريخ ملئي بامثال هؤلاء الذين يخدمون الاخرين ضد ابناء جلدتهم وبالتالي يرمونهم في القمامة ، كما نسى هؤلاء بان الاقنعة لا يمكن ان تستمر بل تسقط وتنكشف الحقيقة والقناع يسقط في اول صفعة لوجه"المتلون" او "المنافق" او"الانتهازي" او عندما يتخلى عنه اسياده ويتركونه يهوى بعيدا عنهم واحيانا يتخلصون منه باحد الطرق التي يتبعها احزاب الاطار التنسيقي في تصفية الاخرين منذ 2003 ولغاية الان ، وعلى هؤلاء ومنهم اذناب "الشيخ الفلتة" ونسوا بان القناع لابد ان يتكسر اذا كان من زجاج او يتمزق عندما يكون من ورق وخاصة اذا كان من ورق"التواليت".
كل واحد من هؤلاء الاذناب يمتلك مئة وجه ووجه ومئة قناع وقناع، ويغير موقفه في كل ساعة وخبير في التقلب والتلون وقناع لكل موقف في زمن انقلاب المعايير وتبديل الاعراف و اصبح النفاق سيد الموقف، كل ذلك من اجل ارضاء لمليشيا تملك المال والسلاح ويحقق"شيئا" من مبتغاه!! وفق شعار "الغاية تبرر الوسيلة" ضاربا القيم والمبادئ عرض الحائط!! ان هؤلاء الذين لا يمتلكون الجراة في الاشارة الى الذي كان السبب في اصدار المرسوم الجمهوري السيئ الصيت ليس هم غير المنافقين والساكتين عن الخطا من اجل الوصول الى اهدافهم الشخصية بالمراوغة و إقتناص الفرص وتملكها من غير وجه حق.
ان موقفنا من المرسوم ليس دفاعا عن البطريرك ساكو، بل ان ذلك المرسوم ليس الا اشارة اخرى من قبل الذين رسموا خطة لتهجير ما تبقى من المسيحيين في العراق وخاصة في سهل نينوى، وان اي بيان او تصريح او حديث بان المرسوم هو ضد البطريرك ساكو شخصيا، يعتبر تهربا من الاشارة الى حركة بابليون وقادتها وخارطة الطريق التي اعدت من قبل الاطار التنسيقي منذ تحرير الموصل وسهل نينوى من الدواعش ومن حينها بدات بوادر تهميش المسيحيين وتهجيرهم نحو اقليم كوردستان او الى دول الاغتراب.
علينا جميعا اجتثاث هؤلاء"المتلونين والمنافقين والوجوه الكاذبة " من حولنا ووقفة حقيقية لفضحهم ولابد لمجابهة "هذه الافة" ومحاربتها، والا سوف نظل نتجرع مرارة الالم والحزن والتشريد والذهول والندم !!