شَتَّانَ مَاٰ بَيْنَ اَلٰثَرَىٰ وَ اَلٰثُرَيَاٰ
ليس المهم ان تكون من ابناء القوش لكي تعرف من هو توما توماس، وليس المهم ان تكون عربيا او كورديا او مسلما او مسيحيا او ايزيديا او تركمانيا او من الجنوب او من الشمال او من الغربية و من اي قومية اخرى او مذهب اخر لكي تعرف من هو توما توماس، وليس مهما من تكون، ولكن العراقيين يعرفون من هو توما توماس، والحركات التحريرية التقدمية تعرف من هو توما توماس، والجميع يشهد بان توما توماس شخصية وطنية وتقدمية ونذر نفسه في سبيل وطنه اولا وثانيا وثالثا، حمل سلاحا ليس من اجل القوش او من اجل قوميته او مذهبه، بل من اجل العراق من شماله الى جنوبه ومن اجل الانسانية ويفتخر بانتمائه لبلدته القوش كما يفتخر الالقوشيين بانه ابنهم البار، كان مناضلا صنديدا بوجه كل القوى الرجعية والحكومات التي تعاقبت على حكم العراق و التي مزقت العرق منذ 8 شباط 1963 .
كان هذا المناضل يجاور دارنا بعد ثورة تموز 1958، وكنت التقي به احيانا في مقر الشبيبة الديمقراطية في مدينة كركوك في حي بكلر قرب حمام علي بك، كان توما توماس عضوا فعالا وملتزما في التنظيمات الجماهرية، ثم انتقل الى حي عرفة المخصص لموظفي شركة نفط العراق (IPC) ولكن بعد الحملات ضد التنظيمات الجماهرية والاحزاب الوطنية غادر كركوك مع عائلته الى مسقط راسه القوش وذلك في عام 1961 وبعد انقلاب 8 شباط 1963 صودرت امواله المنقولة وغير المنقولة وتم بيعها في المزاد العلني في الموصل .
توما توماس لم يساوم يوما على حساب قضيته ونضاله، كما يفعل بعض الاخرين اليوم، لم يساوم حتى على استشهاد ابنه الشاب، كان توما توماس، وبالرغم الملاحقات الامنية ولكن لم ينحني للسلطة رغم المغريات التي كانت تقدم له، كان رجل المهمات الصعبة كما اطلق عليه وهو يناضل مع رفاقه الانصار في جبال العراق الاشم وعاش شامخا كالجبال قدماه على الارض وراسه في اعالي السماء ولم ينحني سوى لوطنه و وحدة أبناء شعبه.
توفى توما توماس في 15 تشرين الاول 1996 بعد حياة مليئة بالمصاعب والمعاناة وقضى سنوات طويلة وعائلته في ظروف صعبة للغاية كما قضاها بالنضال السياسي والكفاح المسلح ومقارعة السلطات الفاسدة والدكتاتورية وجبروتها ومات كالنخلة ، شامخاً كشموخ القوش و كجبال بيرة مكرون و قنديل.
اليوم ظهر احدهم على الساحة السياسية من القوش، واسس مليشيا مدججة بالسلاح ضد ابناء جلدته او ابناء قوميته وابناء شعبه من اجل حفنة من الدولارات، واطلق على نفسه"بالشيخ" واصبح "بغبغان" الاطار التنسيقي وتقمص دور المدافع عن المسيحيين ولكن في الواقع ليس الا اداة لتنفيذ ما يتلقاه من اسياده في المليشيات المسلحة ومن ذيول"الجارة الكبرى" في التغير الديمغرافي لسهل نينوى وتهجير من بقى من المسيحيين الى اقليم كوردستان ودول الشتات، ولم يكتفي بذلك، بل قام بارتكاب الانتهاكات وتجاوزات والاستلاء على اراضيهم من غير ردع من الجهات الحكومية بل على مرأى ومسمع الحكومة الاطارية وفصائل الحشد الشعبي في المنطقة وفي مقدمتهم الفصائل المسلحة والمنفلتة المنضوية في مليشيات الحشد الشعبي.
لا نريد هنا ان نذكر تفاصيل التجاوزات والانتهاكات لحقوق الانسان في مناطق سهل نينوى من قبل كتائب بابليون و بدعم من وعد القدو الشبكي الذي ورد اسمه مع الشيخ الكلداني في القائمة السوداء التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية في تموز 2019 وكذلك بدعم من الاطار التنسيقي ومن "الذيول"والاذناب ! لانها معروفة للقاصي والداني وبالرغم من تصدي ابناء قرة قوش لهذه المليشيا وفي مقدمتهم المطران يونان حنو ووجهاء سهل نينوى ولكن مازالت هذه المليشيا تقوم بالاعتداء على المواطنين وابتزازهم عند نقاط التفتيش ومازالت المحاولات مستمرة للسيطرة على مفاصل الحياة كافة.
ربما سائل يسال، من المطلوب من ابناء القوش!! ان المطلوب من ابناء القوش البطلة التي عرفناها بوقفة شيوخها ورجالها ونسائها واطفالها وقفة الابطال المدافعين عن بلدتهم ووطنهم و الذين يفتخرون بابنهم البار توما توماس"ابو جوزيف" اعلان برائتهم من هذا"الشيخ" واننا نقصد ابناء القوش الذين حاربوا الانظمة الاستبدادية على مر التاريخ، وليس من الذين يمسكون العصا من نصفها، ان مسك العصا مضيعة الوقت كما قال لينين "إنه المستنقع بعينه" لانهم في الواقع يحركون احد طرفيها يمينا وشمالا حيث المصلحة، والذي يمسك العصا من النصف شخص خائف او عاجز ويحاول ان يحجب الحقيقة باللف والدوران ومن هذا اللف والدوران نشتم رائحة الانتهازية والنفاق ومبادرة اعلان البراءة من" الشيخ" واعماله ليس الا نداء لمشاركتهم لهذه الدعوة عبر منصات التواصل الاجتماعي.