منذ أن قرر قاضي " يخاف الله " ان يطلق سراح " المحروس " نور زهير ، والمواطن العراقي محاصر باخبار النزاهة ، وصفقات بيع المشاريع ، وحالة المسؤول المسكين الذي يندب حظه لان عمولته فقط مليون دولار لاغير . إلا ان الله رحيم بعباده فاطمئن المواطن على مستقبل ابنائه بعد ان اتحفنا شاعر مغوار بمعلقته " دكينا صور لعالية .. تستاهل الحجية الغالية " واعتقد ان الشاعر يريد ان ينافس المرحوم طرفة بن العبد في معلقته " لِخَولة أطلالٌ " ، مثلما يريد النائب مصطفى سند منافسة الإنكليزي آرثر كونان وبطله شارلوك هولمز، فقرر ان يكتب لنا حلقة جديدة من مغامرات المفتش الشهير وهذه المرة في شوارع موسكو .
ربما يسخر مني القراء وهم يقولون: يارجل، لماذا تستكثر البعض أن يتقمصوا شخصية المرحوم "شارلوك هولمز "، ولماذا لا تريد أن تؤمن بأن من حق نائب أن يرتدي المعطف ويجول في شوارع موسكو ليلقي القبض على نور زهير ، ويكشف لنا نحن المتفرجين اسرار " سرقة القرن "؟.
في صباي كنت شغوفاً بمغامرات المفتش شارلوك هولمز وأفضله على أبطال أجاثا كريستي، لأن الكاتب ارثر كونان كان بارعاً في الإثارة وفي الأسلوب الساحر الذي ينسيك أن الحكاية من أولها إلى آخرها مجرد خيال، والغريب أن السيد كونان حصل أثناء حياته على أعلى الأوسمة، ومعها ثروة وضعته في مصاف أغنياء بريطانيا، إلا أن أمه ظلت لا تصدق أن ابنها الذي فشل في الطب يمكن أن يحظى بمقابلة الملكة فكتوريا، ومات كونان وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح، لكن الناس واصلت شغفها بأشهر محقق خيالي في العالم وحكاياته.
منذ سنوات ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من روايات المفتش العام الغامضة، وكان العراقيون يظنون أن التغيير سيجعلهم يعيشون عصراً جديداً من الأمان والرخاء، ولم يكونوا يتوقعون أنهم سيتابعون بشغف فضائح المسؤولين وسرقاتهم ، سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر نور زهير ، ولا تريد أن تلاحق المثير من احاديث النائب سالم العيساوي الذي اخبرنا " مشكورا " بان " ابو يوسف " ويقصد محمد الحلبوسي عرض عليه في سوق مزاد بيع المناصب ، تولي وزارة الثقافة مقابل سحب ترشيحه لرئاسة البرلمان ، لكنه رفض وهو يصرخ "اسحب عرضك قبل ما أسمعك كلام آخر".
يا سيدي المفتش شارلوك هولمز أرجوك أن تتركنا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم القانون في بلاد الرافدين ، فاقرأ على اموال البلاد السلام . ، وإذا كان تطبيق القانون يتم على مقاسات خاصة ، فأرجوا اعفاء المواطن العراقي من العيش في نعيم لمسات قصصك الخيالية .