الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الفصائل تدخل «إنذار ج» بعد مشروع «تحرير العراق» من إيران
الأحد 06-04-2025
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

صدر «إنذار ج» للفصائل والجماعات المسلحة في العراق مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.

ومنذ أشهر بدأت تلك الجماعات بعمليات "إخلاء"، بحسب مصادر مطلعة، فيما اختفت القيادات حتى الخط الثالث.

«الفصائل" كانت قد أوقفت نشاطها بشكل كامل، نهاية تشرين الثاني الماضي، مع سريان الهدنة بين إسرائيل وحزب الله.

ومع إرسال البنتاغون تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملة طائرات وسربًا من الطائرات المقاتلة، واستمرار ضرب "الحوثيين" وتهديد إيران، قالت مصادر مطلعة لـ(المدى) إن "الفصائل أخذت أعلى احتياطات منذ 5 سنوات، عقب مقتل أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي".

وأضافت المصادر القريبة من الجماعات المسلحة، أن الأخيرة "اتخذت تدابير أمنية خوفًا من تعرضها لاستهدافات بالتزامن مع ضربات متوقعة على طهران".

وأوضحت المصادر أن "قيادات الخط الأول والثاني وحتى الثالث لجأت إلى أماكن غير معروفة، كإجراءات احترازية".

وصارت هذه الجماعات، التي يُطلق عليها "المقاومة العراقية"، تلتزم بتدابير أمنية "غير مسبوقة" منذ حادث "البيجر"، الذي أظهر اختراق إسرائيل لـ"حزب الله اللبناني" قبل مقتل زعيمه حسن نصر الله في أيلول الماضي.

خارج السرب

إلى ذلك، هدد إمام جمعة النجف، صدر الدين القبانجي، باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، على خلفية التصعيد الأخير مع إيران.

وقال القبانجي في خطبة صلاة الجمعة: "ننصح ترامب بعدم التهور بحرب أو التهديد بحرب، وإننا مستعدون للدفاع عن ديننا ومتيقنون بأن أبواب الجنة قد فُتحت لنا».

وأضاف أن "القواعد الأمريكية في العراق تحت مرمى المدفعية الإيرانية، بل هي في مرمى قبضات شباب العراق، ولا أحد يستطيع أن يمنعهم من ذلك».

وبدأت الحكومة، منذ نحو شهرين، مفاوضات "متعثرة" مع "4 فصائل" لا تزال لا تلتزم بتعليمات هيئة الحشد، فيما ينظر البرلمان في قانون "هيكلة الحشد" تجنّبًا لعودة تلك الجماعات لجر البلاد إلى الحرب.

وبحسب تصريحات لزعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، فإن "الفصائل المسلحة ملتزمة بعدم التصعيد ضد واشنطن منعًا لإحراج الحكومة التي يقودها محمد شياع السوداني».

وكانت بعض الجماعات المسلحة المجهولة قد ظهرت الشهر الماضي، على إثر الأحداث في سوريا واليمن، مثل مجموعة "قوات درع العباس الاستشهادية"، لكن سرعان ما اختفت.

الفصائل أم الحشد؟!

ويدور في العراق سجال حول مصير "الحشد"، حيث يعتقد مثال الآلوسي، وهو نائب سابق، أنه "لا يوجد مصطلح فصائل في واشنطن"، وأن الأخيرة تريد "حل الحشد».

لكن هادي العامري، زعيم منظمة بدر، قال إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نفى له "بشكل شخصي" أنباء متداولة حول مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بحل الحشد الشعبي أو دمجه.

وأضاف في تصريحاته أن "الحديث عن المقاومة والحشد يحمل كثيرًا من الادعاءات والأكاذيب"، معتبرًا أن "الحشد صمام أمان العراق، وواجب على الجميع مواجهة الأكاذيب».

وكان السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، قد قال في وقت سابق، إن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد علي خامنئي تضمّنت طلبًا بـ"حل الحشد الشعبي والفصائل المسلحة».

بالمقابل، رد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على تصريحات السفير الإيراني بتأكيد عدم وجود طلب أميركي بحل الحشد الشعبي.

وعقب ذلك، تراجع السفير الإيراني عن تصريحاته، نافيًا علمه بمضمون الرسالة، وقال إنه حلل الإشارات الصادرة عن واشنطن.

تحرير العراق!

ينظر مجلس الشيوخ الأمريكي في مشروع قانون قدمه عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جو ويلسون، ينص على ما يسمى بـ"تحرير العراق من إيران"، ولم تعلق أي جهة عراقية حتى الآن على المقترح الأمريكي.

وتُذكّر بنود مشروع القانون الجديد بقانون "تحرير العراق" السابق من نظام صدام، والذي قُدم إلى مجلس الشيوخ عام 1998.

وجاء في نص القانون الجديد مقترحات وبنود تُلزم وزارة الخارجية الأمريكية والخزانة الأمريكية بوضع استراتيجية شاملة لمدة 180 يومًا لتقليص نفوذ إيران في العراق.

وتضمنت البنود مقترحات عن حل الفصائل والحشد الشعبي وتصنيفها على أنها "منظمات إرهابية"، فضلًا عن محاكمة شخصيات عراقية سياسية كبيرة.

ونص مشروع القانون على عقوبات ضد 11 فصيلًا، بالإضافة إلى 12 شخصية سياسية عراقية، كما تضمن وقف المساعدات الأمنية الأمريكية إلى العراق لحين "إقصاء الفصائل والمقربين من إيران من مؤسسات الدولة».

أزمة وانفتاح

وتأتي هذه التطورات مع تداول أنباء في الأوساط السياسية عن تشكيل «خلية أزمة» أو «حكومة طوارئ»، فيما لم تعلق الحكومة بشكل رسمي حتى الآن على تلك المعلومات.

وفي رد يبدو غير مباشر على تلك الأنباء، قال السوداني خلال لقائه مجموعة من شيوخ العشائر: "هناك من يعتاش على خطاب الفتنة والتأزيم والمؤامرات، وعلينا الانتباه لهذا الأمر، لا سيما مع استحقاقات الانتخابات المقبلة».

وأضاف: "بعض الأصوات الانفعالية والمتسرعة كانت تريد للعراق أن يذهب للحرب والصراع"، موضحًا أن "المنطقة شهدت ظروفًا استثنائية، وكان الاختبار الأكبر للحكومة في كيفية التعامل مع الأزمة».

وكان نوري المالكي، زعيم دولة القانون، قد تحدث عن وجود "خطر يحيط بالعملية الانتخابية"، إلا أنه قال إنه سيتحدث عنه لاحقًا.

ودعا المالكي، في كلمة مصورة بخصوص الانتخابات، العراقيين إلى "عدم الاستماع لكل من يحاول ثنيهم عن المشاركة بالاستحقاق الانتخابي المقبل».

وتحدث المالكي عن "خطر يحيط بالانتخابات"، لكنه قال إنه "سيتحدث عنه لاحقًا، وعلى المواطنين الالتزام باتفاق وعقد لحماية العملية الانتخابية ورفض حالات التلاعب وبذل الأموال لأجل إفسادها».

وعلى خلاف التوترات بين بغداد وواشنطن، أكد مستشار رئاسة الحكومة العراقية للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين، على وجود "فرصة فريدة" أمام البلدين لتعميق شراكتهما الستراتيجية.

هذه الشراكة، بحسب رؤية علاء الدين التي عبر عنها في مقال نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" البريطانية، لم تعد مقتصرة على التعاون الأمني التقليدي، بل تتجه نحو آفاق أرحب من التكامل الاقتصادي وتعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار طويل المدى.

تأتي تصريحات علاء الدين مدعومة بزيارة مرتقبة لوفد كبير من الشركات الأميركية إلى العاصمة العراقية خلال أيام.

ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن توقيع العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين الشركات الأميركية ونظيراتها العراقية، مما يعزز من حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
التغير المناخي يجبر أكثر من 23 ألف عائلة عراقية على النزوح خلال 2024
الفصائل تدخل «إنذار ج» بعد مشروع «تحرير العراق» من إيران
"ارفعوا أيديكم"... هكذا اشتعلت ولايات أميركا ضد سياسات المليارديرات
إعادة الأمل.. حكاية سيدة عراقية تنذر حياتها لإزالة الألغام
وفد تجاري أميركي رفيع يزور العراق
الضغوط الدولية تتصاعد.. لبنان أمام مفترق طرق بعد زيارة أورتاغوس
باليوم العالمي للألغام.. أرض العراق الملغومة تعادل 300 ألف ملعب كرة قدم
خسر ربع ثروته وسط إذلال علني.. كيف انفجر كل شيء في وجه إيلون ماسك؟
ترامب: "يوم التحرير" شمل الحجر والبشر وكل ما يتحرك ويتنفس
في مشيكان احتفالا كبيرا بأعياد الربيع
خطوات أميركية جديدة قبل إعطاء التأشيرة: تفتيش مواقع التواصل
بغداد "أول المتضررين" أمنياً واقتصادياً.. سيناريو لما بعد استهداف ترامب لطهران
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة